قبل يوم واحد من اجتماعهما ببوريطة.. بلينكن ولابيد أجريا مباحثات "مسكوتا عنها" مع وزير الخارجية السعودي
شارك وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، في اجتماع مع نظيريه الأمريكي أنتوني بلينكن والإسرائيلي يائير لابيد، عبر تقنية التناظر المرئي يوم 21 دجنبر الجاري، أي قبل يوم واحد من اجتماع مماثل عقده وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، مع بلينكن ولابيد بمناسبة الذكرى الأولى للاتفاق الثلاثي بين الرباط وواشنطن وتل أبيب، غير أن الرياض لم تُفصح عن الأمر إلى غاية اليوم.
وكشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الأمر اليوم الخميس استنادا إلى مصادر وصفتها بـ"المسؤولة والمطلعة"، مبرزة أن اللقاء كان الهدف منه تعزيز التعاون لمكافحة النسخة المتحورة من فيروس كورونا "أوميكرون"، واصفة الاجتماع الذي جرى عبر تطبيق ZOOM بأنه يدخل في إطار "اللقاءات النادرة بين المسؤولين السعوديين والإسرائيليين"، مبرزة أن وزارة الخارجية العبرية رفضت التعليق على الأمر كما سكتت عنه نظيرتها الأمريكية.
وربط التقرير هذه الخطوة باحتمال الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين الرياض وتل أبيب برعاية أمريكية، على غرار ما حدث مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، وهي كلها دول تجمعها علاقات قوية بالسعودية، بل إن تقارير سبق أن تحدثت أن الخطوة الإماراتية سبقتها مباركة سعودية غير معلنة، بالإضافة إلى أن الرحلات الجوية بين إسرائيل ومطاري أبو ظبي ودبي تمر من أجواء المملكة.
ولا يزال الموقف الرسمي السعودي هو رفض إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إلا بعد تحقيق "السلام" مع الفلسطينيين وتطبيق حل الدولتين، وهو الموقف الذي تقول عدة قراءات إنه صادر عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي لم يكن راضيا عن خطوتي الإمارات والبحرين، في حين أن ولي عهد محمد بن سلمان، وهو عمليا الحاكم الفعلي للمملكة، لا يرى مشكلة في "التطبيع" بل إنه هو الذي أعطى الموافقة لأبو ظبي والمنامة باسم بلاده.
وكان بلينكن ولابيد قد اجتمعا في اليوم الموالي مع ناصر بوريطة في لقاء ثلاثي عن بعد فرضه قرار الإغلاق الجوي التي تلا ظهور جائحة كورونا، إذ كان من المفترض عقده حضوريا بمناسبة الذكرى الأولى للاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي الذي شهده القصر الملكي في الرباط، والذي أذن بعودة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب بعد 20 عاما من قطعها، كما رسخ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.